samedi 5 janvier 2008

عبدة الشيطان

في الصيف إلي فات ظهرت موضة جديدة فالجرايد إلي أنا ندرجهم ضمن صنف البابيي توالات حاشا من سمع, إلي هي موضة ما يعرف بعبدة الشيطان, إلي أنا يضهرلي برشا عباد ما عطاوهاش قيمتها اللازمة, مش الحكاية الفارغة متاع عبدة الشيطان في حد ذاتها (خاطرها بكل بساطة لا عندها لا ساس لا راس) أما توقيت الحملة في الصحف الصفراء و الخطاب المعتمد و من ثم إختفاءها بصفة تامة منذ شهور عندو أكثر من دلالة, أولا نحب نوضح إلي الحملة الكل ما هيش صحوة ضمير مفاجئة متاع كمشة صحافيين من فصيلة الكلبيّات المطيعة, و لا سبق صحفي حبت الصحف تجلب بيه القرّاء كيما يصير في شمال المتوسّط و الدول المتحضرة, الحكاية تتجاوز هذا الكل حسب رأيي, على خاطر على رغم تفاهتها إتجبدت تقريبا في كل الجرايد, حتى الجرايد إلي عندها شبه مصداقية (أساسا الصباح) و في مقال مقتضب صدر في جريدة مستقلة (الوحيدة إلي نقصيها من صنف البابيي تولات). أنا كيف تابعت المقالات تأكدت من أنو الحكاية جايا من أعلى أهرام قرطاج في محاولة لذرّ الرماد في العيون عالحملة ضد الحركات الإسلامية و المظاهر متاعها, أساسا الحجاب, بش يقنعو بسيطي العقول إلي الحملة ما تستهدفش الحريات الشخصية و حرية العقيدة أما تستهدف المظاهر الشاذة عالمجتمع و التراث والحضارة متاعو. برشا عباد بش يقولو إلي التحليل متاعي ياسر أبله و دغفة أما راهو بش تفهم نظام أبله و مسطك يلزمك تتحلّى إنت بيدك بشويا بهامة, بلغة أخرى يلزم تهبط لمستواهم بش تفهمهم. و الّي أدى بيا لهل 'النظرية' مش ذكائي الفذّ فقط و إنما زادة التجارب متع الدول العربية الأخرى كيما مصر و الأردن رغم الإختلاف في بعض التفاصيل, أما عالعموم الأنظمة الحاكمة في الدول السابق ذكرها إستعملت خرافة عبدة الشيطان بش تبين إلي هي ما تستهدفش الدين في حد ذاتو و في بعض الأحيان لإمتصاص الغضب و الإنتقادات متاع الخوانجية كيما في الأردن و الكويت بنسبة أقل. و الجدير بالقول إلي في تونس الحملات "التبريرية" مالنوع هذا ماهيش جديدة: في الأسبوع إلي سبق أحداث الخبز مثلا, التلفزة التونسية عملت حملة دعائية ورّاو فيها خبز ملوح فالزبلة و حاجات مالنوع هذا لتبرير الرفع متاع أسعار الخبز و المعجنات اللي تلى. أما شخصيا اللي جلب إنتباهي للحكاية هذي يتجاوز برهانها على الخطأ الإلاهي اللي رماني في جنوب المتوسط (الحمد لالله عالشط مش أبعد شويا في مالي و ما شابه مالدول المقمّلة) أما خاصة إختفاءها تماما من جميع الصحف و حتى الحملات الأمنية ضد محبي الروك و المتال توقفت بصفة فجئية, ذكائي الفذ يعاود يتقدم مرة أخرى و يجيب مجموعة مالإحتمالات في تفسير هالإختفاء المريب:
في إطار التعبئة العامة للإنتخابات القادمة, السلطة تراجعت على سياسة التغزل بأطراف معينة و تهميش أطراف أخرى في محاولة بش ترضي العباد الكل, إلي هو مستحيل على خاطر الخوانجية ما يرضيهم شي.
في داخل السلطة بيدها فما أطراف متصارعة, و لا بالأحرى ماهيش على نفس طول الموجة كيما يقولو في بلاد الرّوم (و لاّ ماهيش راكبة على بعضها كيما يقولو في بلاد الشوم) و هالأطراف هذي عندها و جهات نظر متباعدة بخصوص هالموضوع, خاصة و أنو الأطراف الخارجية تمارس في ضغوطات على أبو الهول في مسألة الحريات و الحقوق الأساسية, و هذا حسب رأيي إلي بعد إنطلاق الحملة بعدة أشهر رجح كفة المعارضين للحملة على ما يعرف بعبدة الشيطان. الإحتمال هذا ممكن أما مستبعد على خاطر الكلام إلي قلتو مجرّد تمحيص و إجتهاد شخصي, و إلى حد الآن ما عندي حتى جاسوس تحت راس أبو الهول بش نأكدو.
و لاّ ببساطة الأمريكان و أولاد عمهم الأوروبيين كلمو أبو الهول و قالولو راك خريت فيه, طيشت المعارضين السياسيين في الحبس سكتنا, طيشت النقابيين معاهم سكتنا, و زدت الحقوقيين و الطلبة و الخوانجية و الشيوعيين و التقدميين و الفلاحة و العمال و النساء و الرجال و الكلاب و القطاطس و الدجاج نورمال سكتنا, أما واليت تبعث في اللّي يسمعو في المتال و الروك وراء الشمس راك خريت فيه برشا. أنا حسب رأيي هذا هو الإحتمال المرجح و أنتوما دليلكم ملك.

mardi 1 janvier 2008

قالو ربي قال

وقتلي بديت نكتب فالمدونة هذي أول قرار خذيتو هو أني نتجنب السياسة و لو أني ما زلت متمسّك بهالقرار أما بصراحة في بلاد كيما تونس ماتنجم تحكي على شي بدون ما تتحدث عالصورة الكبرى إلي يعود فالنهاية بش تجبد, و البقاء لالله : النظام السياسي و هذا يعود حسب رأيي أساسا (خاطر فما أسباب أخرى) للتضخم متاع أجهزة الدولة في سعيها المرضي باش تتحكم و تسيطر على كل شي, معناها يا ساير يا داير راك وين تمشي وين تخزر باش تلقى الدولة بالمرصاد. الحاصل متاع الخرافة الكل هو باش نقلكم إلي ليوم حبيت نحكي على حاجة حبّيتها تكون بعيدة عالسياسة, و لو أنّي مندرجة في الثالوث المقدس أما أنا شماتة فالعرب الكل باش نحكي فيها و نفرّغ شكارتي كيما قال (مشكور) أحد الإخوان (اللهما بعّد علينا شرّ الإخوان و أرميهم في بن قردان في دار بلا بيبان) في تعليق على المقال سابق, و إنشاالله نخرالهم في كيفهم كيما نحب, العرب و الخوانجية بالطبيعة موش الإخوان المعلقين.
أنا أكثر حاجة إتكسرلي البطاطا هيا أنو واحد يحب يستبلهني ولّا يقلل من نسبة ذكائي, و هذا ما يعنيش إلي أنا إنسان نابغة ولا جني (جني تقرأ بلغة الإفرنج مش بمعنى جنّي علاء الدين و المصباح السحري) أما يعني بساطة إنو أنا إنسان. و أنا لاحظت إلّي أكبر مميزات موجة التدين الأخيرة في ربوع المعمورة و خاصة في صفوف البنات هيا الإستبلاه متاع العباد و خاصة رب العباد, توا بجاه ربّي العلي العظيم, ما زال فما عباد تتصور إلي هاك القيطون إلي تعملو طفلة على راسها باش يدخلها للجنة و بلّي الغفور الرحيم يهمو أكثر إني الطفلة تغطي راسها بش ما تثيرش غرائز الرجال في عالم المحزوق و الميني و الديكولتي أكثر من أني تتكلم بش تمنع التعذيب ولا الظلم الإجتماعي و الفقر؟ كان هذا مش إستبلاه للذات الإلاهية, ملا شنوا ينجم يكون الإستبلاه؟ أنا حسب ما ريت مالمتدينين و المتدينات, كلهم مقتنعين إلي هذاكا هو الطريق للجنة,بصراحة قصور ذهني يجيب البكية و السكّر, كإنّي بالعباد تشري في الطريق للجنة بهاك الفوطة. اللّهم الخوانجية المسيّسين بالطبيعة عندهم نظرة أكثر تعقيد, أما هاذوكم حكاية على روحهم و أنا منحبش إناقش شؤون سياسية في المدونة متاعي مش خوفا من الأفاعي و ما شبهها مالزواحف فقط أما زادة على خاطر السياسة في تونس ياسر خامجة و مشوّهة, مش كليّا طبعا. ما نخرجوش مالموضوع الرئيسي, أنا كيف سألة برشا عباد عالحكمة مالحجاب, قالولي تقريبا نفس الحاجة المذكورة انفا: الحد من الغرائز الجنسية متاع الرجال تجاه الطفلة المتحجبة, منيش بش ندخل في موضوع الكبت الجنسي على خاطرو موضوع كبير برشا, كان أوتيحتلي الفرصة تو نكتب عليه مقال شبيّب يليق بمقامو المبجل. أما أنا كيف إستعملت أخطر أدوات العصر و اللّي يتمثل(أساسا) في الدماغ متاعي, لقيت أنو في عصرنا هذا أخر حاجة بش تعملي ديشارج متاع هرموناتي الجنسية هوا الشعر ولا النحر متاع الفتاة, في عصر الدجينات اللي بش تتطرشق و الميني اللي ما يتشافش الشعر ما عاد عندو حتا تأثير, و بلّاهي للزملاء المتدينين قولولي, كيتبدا طفلة تبركالله عليها مزيانة و عندها شفة تثير الغرائز مثلا, أش تعمل؟ إتشلّط؟ و لو فرضنا جدلا إلي هالمظاهر المثيرة جنسيا الكل دخيلة عالمجتمع التونسي واللّي هي صنيعة الإستعمار (و أنا هنا قاعد نعمل في مجرد إعادة صياغة متاع كلام راشد الغنوشي) أش نعملو تراه؟ نقتلوهم؟ نرميو على وجوههم ماء الفرق كما في التسعينات؟ ترجعو بالتوالي؟ هذا إسمو النيهيلية كيما يقول نيتشه, تحب تتقوّى بالهدم و التدمير متاع ذاتك إلي ما عندو حتى أساس و لا تبرير إيديولوجي, و بطبيعة ما نغير ما نذكرو التبريرات الميتافيزقية البائسة... أنا مع كامل إحترامي للمتحجبات, نعزو الظاهرة متاع الحجاب لأسباب نفسية و للفراغ الإيديولوجي اللّي نعيشو فيه بالحصار على كل من يتحرك و يتنفس , موش لأسباب ميتافيزقية و إلاهية كيما الصحوة الدينية إلخ ... الظاهرة أكيد عندها أبعاد تاريخية و إجتماعية أخرى أنا مانيش في موقع مناسب بش نحللها, عالعموم, أنا نؤمن بالّي السبب الأساسي لظاهرة الحجاب هو العامل النفسي: الظروف اللي نعيشوها في تونس ما تزيد كان تعمق قطيعة المواطن العادي بالواقع متاعو, و في بحثو على التوازن النفسي و إرضاء ضميرو و إنسانيتو في ظل الظروف هذي عادة (و خاصة البنات) يوصل للتدين, على خاطر في ظل ظروف (خارجة عليك) غير متوازنة ما تنجمش توصل لتوازن نفسي و هذا ينطبق أساسا على ظاهرة الحجاب, بش نزيد نوضح, فتاة تعيش في مجتمع متناقض لأبعد الحدود: التناقض بين الخطاب الرسمي و الواقع , الماضي المجيد و الحاضر المخزي, محاولات التغريب متاع الهوية الحضارية, العنف اللاعقلاني و المجاني المتفشي في المجتمع... مالنجموش نتحدثو على توازن نفسي فالظروف هذي, إتولي الفتاة البسيطة تتقوقع و تنفصل عالواقع بحثا عالراحة النفسية و اللي هو مستحيل, كيفاش مثلا تنجم تبات مرتاح و انتي تعرف إلي فما شكون يعذبو فيه في ربوعنا الخضراء مثلا؟ كيفاش ضميرك ما يأنبكش؟ و لا كيفاش تنجم تاكل ونتي تعرف إلي فما شكون بايت جيعان؟ الفتاة البسيطة تولي تنبش فالماضي و تهرب للميتافيزتقا ما دام الواقع مؤلم و متناقض لهالدرجة, و أكثر مضهر "إستعراضي" هو الحجاب و تولي الفتاة تحس بنوع من الراحة النفسية و التخدير لضميرها و كل وين تزيد حدة التناقضات تزيد من جرعة المخدر, مالحجاب للبرقع للخيمة لبقدرة الخالق تولي المرا تحوس كان في كرهبة بلارها فومي و تسوق بيها كان مرا زادا و نزيدو نعملو بلاد للنساء و بلاد للرجال. في الاخر ما النجم كان نقول يا ربي بعد الخوانجية علينا و أرميهم الكل في صحرة سيناء و لا تعطيهم لا ماء لا فرينة خلي نرتاحو منهم و من همهم يزينا رانا منهم فدينا.
و في ملاحضة أخيرة نحب نأكد إلي أنا متعصب لحاجة وحدة إلّي هيا الحرية الشخصية, معناها أنا ضد منع الحجاب في الجامعات و الإداراة العمومية إلخ.... مش فقط على خاطر الحجاب ظاهرة وقتية و تزول بزوال أسبابها, أما على خاطرها تندرج حسب رأيي ضمن حرية المعتقد و الحرية الشخصية عموما, خاصة و اللي في تونس ما عناش تعدد عقائدي و لّا تعدد طائفي كيفما فالعراق مثلا. الحديث على "لباس طائفي" ما عندو حتى أساس أصلا و هالمنع الي نشوفوه في أنحاء الإيالة يندرج ضمن الإستراتيجية البوليسية في مجابهة التطرف الديني و الخوانجية بصفة عامة و اللي حسب رأيي المتواضع إستراتيجية فاشلة على المدى البعيد و إن كانت عطات نتائج إيجابية فالتسعينات مالقرن الماضي.